سورة طه - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


قوله عز وجل: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} فيه وجهان:
أحدهما: أنه أراد بمد العين النظر.
الثاني: أراد به الأسف.
{أَزْوَاجاً} أي أشكالاً، مأخوذ من المزاوجة.
{زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} قال قتادة: زينة الحياة الدنيا.
{لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} يعني فيما متعاناهم به من هذه الزهرة، وفيه وجهان:
أحدهما: لنفتنهم أي لنعذبهم به، قاله ابن بحر.
الثاني: لنميلهم عن مصالحهم وهو محتمل.
{وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} فيه وجهان:
أحدهما: أنه القناعة بما يملكه والزهد فيما لا يملكه.
الثاني: وثواب ربك في الآخرة خير وأبقى مما متعنا به هؤلاء في الدنيا.
ويحتمل ثالثاً: أن يكون الحلال المُبْقِي خيراً من الكثير المُطْغِي.
وسبب نزولها ما رواه أبو رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم استلف من يهودي طعاماً فأبى أن يسلفه إلا برهن، فحزن وقال: «إني لأمين في السماء وأمين في الأرض، أحمل درعي إليه» فنزلت هذه الآية.
وروى أنه لما نزلت هذه الآية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديه فنادى: من لم يتأدب بأدب الله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.
قوله عز وجل: {وَأْمُرْ أَهْلََكَ بِالصَّلاَةِ} فيه وجهان:
أحدهما: أنه أراد أهله المناسبين له.
والثاني: أنه أراد جميع من اتبعه وآمن به، لأنهم يحلون بالطاعة له محل أهله.
{وَاصْطَبِرْ عَلَيهَا} أي اصبر على فعلها وعلى أمرهم بها.
{وَلاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ} هذا وإن كان خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم فالمراد به جميع الخلق أنه تعالى يرزقهم ولا يسترزقهم، وينفعهم ولا ينتفع بهم، فكان ذلك أبلغ في الامتنان عليهم.
{وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} أي وحسن العاقبة لأهل التقوى.


{قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ} أي منتظر، ويحتمل وجهين:
أحدهما: منتظر النصر على صاحبه.
الثاني: ظهور الحق في عمله.
{فَتَرَبَّصُواْ} وهذا تهديد.
{فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى} يحتمل وجهين:
أحدهما: فستعلمون بالنصر من أهدى إلى دين الحق.
الثاني: فستعلمون يوم القيامة من أهدى إلى طريق الجنة، والله أعلم..

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10